فصل: قال محيي الدين الدرويش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال محيي الدين الدرويش:

(98) سورة البيّنة مدنيّة، وآياتها ثمان.
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة البينة: الآيات 1- 8]

{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَما أمروا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)}

.اللغة:

{مُنْفَكِّينَ} انفكاك الشيء عن الشيء أن يزايله بعد التحامه به كالعظم إذا انفكّ من مفصله والمعنى أنهم متعلقون بدينهم لا يتركونه ولا يرومون عنه انفكاكا، قال الأزهري: ليس هو من باب ما انفك وما برح وإنما هو من باب انفكاك الشيء عن الشيء أي انفصاله عنه.
{حُنَفاءَ} مائلين إلى الخير، قال أهل اللغة وأصل الحنف في اللغة الميل، وخصّه العرف بالميل إلى الخير وسمّوا الميل إلى الشرّ إلحادا وفي القاموس: الحنف محرّكة: الاستقامة والاعوجاج في الرجل أو أن يقدّم إحدى إبهاميّ رجليه على الأخرى أو أن يمشي على ظهر قدميه من شق الخنصر أو ميل في صدر القدم وقد حنف كفرح وكرم فهو أحنف ورجل حنفاء وكضرب مال وصخر أبو بحر الأحنف بن قيس تابعي كبير والسيوف الحنيفية تنسب له لأنه أول من أمر باتخاذها والقياس أحنفيّ والحنفاء القوس والموسى وفرس حذيفة بن بدر وماء لبني معاوية وشجرة والأمة المتلوّنة تكسل مرة وتنشط أخرى والحرباء والسلحفاة والأطوم لسمكة بحرية والحنيف كأمير الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه وكل من حجّ أو كان على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم والفقير والحذاء. إلى أن يقول: وأبو حنيفة كنية عشرين من الفقهاء أشهرهم أمام الفقهاء النعمان.
وعبارة ابن خالويه جيدة وهي {حنفاء} نصب على الحال مثل ظريف وظرفاء والحنيف في اللغة المستقيم فإن قيل لك: لم سمّي المعوج الرجل أحنف؟ فقل تطيّروا من الاعوجاج إلى الاستقامة كما يقال للديغ سليم وللأعمى أبو بصير وللأسود أبو البيضاء وللمهلكة مفازة، هذا قول أكثر النحويين فأما ابن الأعرابي فزعم أن المفازة ليست مقلوبة لأن العرب تقول: فوّز الرجل إذا مات ومثله جنّص قال الشاعر:
فمن للقوافي بعدها من يحوكها ** إذا ما ثوى كعب وفوّز جرول

يريد كعب بن زهير وجرول والحطيئة والحنيف ستة أشياء: المستقيم والمعوج والمسلم والمخلص والمختون والحاج إلى بيت اللّه ومن عمل بسنة إبراهيم صلوات اللّه عليه سمّي حنيفا.

.الإعراب:

{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} {لم} حرف نفي وقلب وجزم و{يكن} فعل مضارع ناقص مجزوم بـ: {لن} و{الذين} اسمها وجملة {كفروا} صلة و{من أهل الكتاب والمشركين} متعلق بمحذوف حال والأرجح أن معنى {من} هنا التبعيض كما قرره الماتريدي و{منفكين} خبر {يكن} و{حتى} حرف غاية وجر {تأتيهم} فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد {حتى} والهاء مفعول به و{البيّنة} فاعل أي الحجة الواضحة.
{رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً} {رسول} بدل من {البيّنة} بدل كل من كل على سبيل المبالغة، جعل الرسول نفس البيّنة، و{من اللّه} صفة لـ: {رسول} وجملة {يتلو} صفة ثانية أو حال حسب القاعدة و{صحفا} مفعول به و{مطهرة} صفة لـ: {صحفا}.
{فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} الجملة صفة ثانية لـ: {صحفا} و{فيها} خبر مقدّم و{كتب} مبتدأ مؤخر و{قيمة} نعت لـ: {كتب} أي مستقيمة ناطقة بالحق والعدل.
{وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} الواو استئنافية و{ما} نافية و{تفرق الذين} فعل ماض وفاعل وجملة {أوتوا} لا محل لها لأنها صلة الذين والواو في {أوتوا} نائب فاعل، والكتاب مفعول به ثان و{إلا} أداة حصر و{من بعد} متعلقان بـ: {تفرق} و{ما} مصدرية و{جاءتهم البيّنة} فعل ماض ومفعول به وفاعل مؤخر وما في حيّزها في محل جر بإضافة {بعد} إليها.
ومن العجيب البالغ العجب أن يعرب ابن خالويه ما موصولة ولا مبرر لهذا الإعراب على الإطلاق وعبارته المضحكة: وما بمعنى الذي وهو جر ببعد.
{وَما أمروا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} الواو للحال والجملة حالية مسوقة لبيان قبح ما فعلوا واستسماجه وهو التفرق بعد مجيء البيّنة التي يجب أن يصدع بها كل من له مسكة من عقل، و{ما} نافية و{أمروا} فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل ومتعلقه محذوف أي بما أمرناهم به من شرائع وأحكام و{إلا} أداة حصر و{ليعبدوا} اللام لام التعليل ويعبدوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والواو فاعل والجار والمجرور متعلقان بـ: {أمروا} على أنه في محل نصب مفعول لأجله وإنما امتنع نصبه لاختلاف الفاعل، ولعلّ هذا الوجه خير مما اختاره الجلال وعبارته {إلا ليعبدوا اللّه} أي أن يعبدوه فحذفت أن وزيدت اللام. وزاد الكرخي في الطين بلّة فقال: وقوله زيدت اللام الأولى أن تكون بمعنى الباء أي إلا بأن يعبدوا اللّه. وهذا تكلّف وتمحّل لا يليقان بأسلوب القرآن العظيم ولعلّ هذا التوهّم تسرب إليهما عن قراءة ابن مسعود: {وما أمروا إلا أن يعبدوا} وعلى هذه القراءة يكون قولهما سائغا وواردا فتكون أن وما في حيّزها في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض وهو الباء، والجار والمجرور متعلقان بـ: {أمروا} أي بأن يعبدوا.
و{مخلصين} حال من ضمير يعبدوا و{له} متعلقان بـ: {مخلصين} و{الدين} مفعول به لـ: {مخلصين} لأنه اسم فاعل و{حنفاء} حال ثانية كما تقدم أو حال من الحال قبلها أو من الضمير المستكن فيها فهي حال متداخلة {ويقيموا الصلاة} عطف على {ليعبدوا اللّه} {ويؤتوا الزكاة} عطف أيضا والواو عاطفة أو حالية {وذلك} مبتدأ والإشارة إلى ما ذكر من عبادة اللّه وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة و{دين} خبر و{القيمة} مضاف إليه.
وقال الفرّاء: أضاف الدين إلى القيمة وهي نعته لاختلاف اللفظين أو هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه ودخلت الهاء للمدح والمبالغة وما في الإشارة من معنى البعد للإشعار بعلو رتبته وبعد منزلته. وعبارة ابن خالويه جيدة وهي: فإن قيل لك: الدين هو القيمة فلم لم يقل وذلك الدين القيمة؟
فقل: العرب تضيف الشيء إلى نعته نحو قولهم صلاة الظهر وحبّ الحصيد قال الشاعر:
أتمدح فقعسا وتذمّ عبسا ** ألا للّه أمك من هجين

ولو أقوت عليك ديار عبس ** عرفت الذلّ عرفان اليقين

فأضاف العرفان إلى اليقين وهو أراد عرفانا يقينا وقال آخرون وذلك دين الملّة القيمة وذلك دين الحنيفية القيمة فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه كما قال اللّه عزّ وجلّ: {واسأل القرية التي كنّا فيها} أي اسأل أهلها.
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} كلام مستأنف مسوق للشروع في بيان مقر الأشقياء وجزاء السعداء، و{إن} واسمها وجملة {كفروا} صلة لا محل لها و{من أهل الكتاب والمشركين} حال و{في نار جهنم} خبر {إن} و{خالدين} حال مقدّرة من الضمير المستكن في الخبر و{فيها} متعلقان بـ: {خالدين} و{أولئك} مبتدأ و{هم} مبتدأ ثان أو ضمير فصل و{شرّ البرية} خبر {هم} والجملة خبر {إن} أو خبر {أولئك} وقرئ {البريئة} في الموضعين فقيل الهمز هو الأصل من برأ اللّه الخلق أي ابتدعه واخترعه فبريئة فعيلة بمعنى مفعوله وقيل {البرية} بلا همز مشتقة من البرى وهو التراب لأنهم خلقوا منه، قال المعرّي:
ولرب أجساد جديرات البرى ** بالصون صارت في طلاء جدار

وقيل {البرية} مخفّفة من المهموز، وعبارة ابن خالويه: {البرية} جر بالإضافة والأصل البرئية فتركوا الهمزة تخفيفا وهو من برأ اللّه الخلق واللّه البارئ المصور.
حدّثنا إبراهيم بن عرفة قال حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدّثنا محمد بن كثير عن سفيان عن المختار بن فلفل عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وآله فقال له: يا خير البرية فقال: «ذلك إبراهيم خليل الرحمن» وإنما قاله تواضعا صلى الله عليه وسلم.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} الجملة مماثلة للأولى في إعرابها تماما، ولابن خالويه كلام نافع في {البرية} ننقله فيما يلي: {البرية} جر بالإضافة قال العجير لنافع بن علقمة:
يا نافعا يا أكرم البريّة ** واللّه لا أكذبك العشيّه

إنّا لقينا سنة قسيّه ** ثم مطرنا مطرة رويّه

فنبت البقل ولا رعيّه ** فانظر بنا القرابة العليّه

والعرب مما ولدت صفيّه فأمر له بألف شاة، وقال آخرون من ترك الهمزة من {البرية} أخذه من البرى وهو التراب. أنشدنا ابن مجاهد:
بغيك من سار إلى قومك البرى

وكلام العرب ترك الهمز قال الشاعر:
أمرر على جدث الحسين ** فقل لأعظمه الزكيّة

قبر تضمن طيّبا آباؤه خير البريّة ** آباؤه أهل الخلا فة والرياسة والعطية

هذا ما أورده ابن خالويه وفيه مشكل لابد من الإلماع إليه وهو قول العجير لنافع بن علقمة يا نافعا فقد نصب المنادى وهو مفرد علم ونوّنه وحقّه البناء على الضم ولم نجد ما يبرره، فقد ذكر النحاة أنه إذا كان المنادى مفردا علما موصوفا بابن ولا فاصل بينهما والابن مضاف إلى علم جاز في المنادى وجهان ضمّه للبناء ونصبه نحويا عمرو بن هند ويا عمرو بن هند والفتح أولى أما ضمّه فعلى القاعدة لأنه مفرد علم وأما نصبه فعلى اعتبار كلمة ابن زائدة فيكون عمرو مضافا وهند مضافا إليه وابن الشخص يضاف إليه لمكان المناسبة بينهما والوصف بابنة كالوصف بابن نحو يا هند بنة خالد ويا هند بنة خالد أما الوصف بالبنت فلا يغيّر بناء المفرد العلم فلا يجوز معها إلا البناء على الضم نحو يا هند بنت خالد وعلى كل حال، فبيت العجير ليس من هذا الباب ولا يجدي معه القول أنه موصوف بقوله أكرم البرية على تقدير زيادة يا لأن الوصف ليس كلمة ابن وابنة وهبه نوّنه للضرورة فهلّا أبقاه مضموما كقول الأحوص:
سلام اللّه يا مطر عليها ** وليس عليك يا مطر السلام

وقد اهتم النحاة بهذا البيت فأطلقوا على التنوين فيه تنوين الضرورة وليس بذاك، وارجع إن شئت إلى كتبهم.
{جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} {جزاؤهم} مبتدأ و{عند ربهم} ظرف متعلق بمحذوف حال من الضمير في {جزاؤهم} و{جنات عدن} خبر وجملة {تجري من تحتها الأنهار} نعت لـ: {جنات} و{خالدين} حال من عامل محذوف تقديره دخولها، ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في {جزاؤهم} لئلا يلزم الفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي و{فيها} متعلقان بـ: {خالدين} و{أبدا} ظرف زمان لاستغراق المعنى منصوب بـ: {خالدين} أيضا وجملة {رضي اللّه عنهم ورضوا عنه} يجوز أن تكون دعائية لا محل لها ويجوز أن تكون خبرا ثانيا و{ذلك} مبتدأ و{لمن} خبره وجملة {خشي ربه} صلة لا محل لها أيضا.

.الفوائد:

لعلّ من المفيد أن نشير هنا إلى معنى رضا العبد عن اللّه وقد أجملها الراغب فقال: رضا العبد عن اللّه أن لا يكره ما يجري به قضاؤه ورضا اللّه عن العبد هو أن يراه مؤتمرا بأمره ومنتهيا عن نهيه.
أما الجنيد فقال: الرضا يكون على قدر قوة العلم والرسوخ في المعرفة، والرضا حال يصحب العبد في الدنيا والآخرة وليس محلّه محلّ الخوف والرجاء والصبر والإشفاق وسائر الأحوال التي تزول عن العبد في الآخرة بل العبد يتنعم في الجنة بالرضا ويسأل اللّه تعالى حتى يقول لهم: برضائي أحلّكم داري أي برضائي عنكم.
وقال محمد بن الفضل: الروح والراحة في الرضا واليقين والرضا باب اللّه الأعظم ومحل استرواح العابدين. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة البرية:
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى: {والمشركين} هو معطوف على {أهل}، و{منفكين} خبر كان و{من أهل} حال من الفاعل في {كفروا}.
قوله تعالى: {رسول} هو بدل من البينة أو خبر مبتدأ محذوف، و{من الله} يجوز أن يكون صفة لـ: {رسول} أو متعلقا به، و{يتلو} حال من الضمير في الجار أو صفة لـ: {رسول}، ويجوز أن يكون من الله حالا من {صحف}: أي يتلو صحفا مطهرة منزلة من الله، و{فيها كتب} الجملة نعت لـ: {صحف}، و{مخلصين} حال من الضمير في يعبدوا، و{حنفاء} حال أخرى، أو حال من الضمير في {مخلصين}.
قوله تعالى: {دين القيمة} أي الملة أو الأمة القيمة.
قوله تعالى: {في نار جهنم} هو خبر إن، و{خالدين فيها} حال من الضمير في الخبر، و{البرية} غير مهموز في اللغة الشائعة، وأصلها الهمز من برأ الله الخلق: أي ابتدأه، وهى فعلية بمعنى مفعولة، وهى صفة غالبة لأنها لا يذكر معها الموصوف، وقيل من لم يهمزها أخذها من البرى وهو التراب، وقد همزها قوم على الأصل.
قوله تعالى: {خالدين فيها} هو حال، والعامل فيه محذوف تقديره: ادخلوها خالدين، أو أعطوها، ولا يكون حالا من الضمير المجرور في {جزاؤهم} لأنك لو قلت ذلك لفصلت بين المصدر ومعموله بالخبر، وقد أجازه قوم واعتلوا له بأن المصدر هنا ليس في تقدير أن والفعل: وفيه بعد.
فأما {عند ربهم}، فيجوز أن يكون ظرفا لـ: {جزاؤهم}، وأن يكون حالا منه، و{أبدا} ظرف زمان، والله أعلم. اهـ.